ثورة مصر ,و شريعة الأنبياء .
********************
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
في ذكرى مرور شهر على ثورة شباب مصر المباركة , نقول :
بارك الله في شباب مصر الذين بفضل الله وحده فعلوا ما لم يقدر أن يفعله كل رجال مصر على مدى ثلاثين عاماً .
و الآن تقوم الحكومة بالالتفاف على الثورة لهدمها من داخلها .
فبدأ الإعلام ( المقروء و المسموع و المرئي ) في التشكيك في هؤلاء الشباب , و أهدافهم , و أخلاقهم ...الخ في صورة من يدافع عنهم , فيقول لك الاعلامي اللامع : أنا لا أصدق أنهم يفعلون كذا و كذا بالليل في الخيام ... و أنهم أضروا باقتصاد البلد, و يظل يكررها لتثبت في ذهن المستمع .
و بدأوا بإلحاح مستمر رحلة العودة إلى الوراء , بتلميع النظام السابق , و هذا ليس بالخطأ أو بالصدفة , بل هو تخطيط دقيق .
فإن هؤلاء هم أبواق و أعوان النظام الساقط , و عاشوا عيشة رغدة في ثراء كبير و تسلطوا على البلاد , ليكونوا هم المدافعين عن الظالم , و المحبطين للشعب لكي يظل خاضعاً يقول : ليس في الامكان أحسن مما كان . و هؤلاء الإعلاميون المضللون يخافون من أي تغيير , لئلا تضيع أو تنقص هذه الثروات و السلطات
فإذا تغير النظام إلى حكم عادل , من الذي سيعطي كلاً منهم الملايين كل شهر ؟ لا يوجد غير مبارك و نظامه .
.لذلك لا بد من تغيير كل هؤلاء المُبَخرون المتسلقون إذا أردنا الخير لبلدنا , فلا خير في وجودهم .
فلأجل ذلك بدأ هؤلاء الإعلاميون كلهم , و أكرر ( كلهم ) في مدح ثورة الشباب بعد نجاحها , و أكرر ( بعد ) , و بدأوا يهاجمون الظلم في حياء , ثم يشككون في قدرة الشباب على النجاح , و يشككون في وحدتهم , و أخلاقهم , و أهدافهم , و أنهم بلا معنى و لا طعم . و من جهة أخرى يقولون أن للرئيس ( المخلوع ) إنجازات لا يمكن إنكارها , ومن لا يشكره فهو كذا و كذا , و لا يذكرون منها إلا الضربة الجوية و كأنه هو الأله الذي حارب بمفرده . و لا يهاجمه أحد من رجال الاعلام , فهو ما زال في قمة الحكم برجاله المخلصين له جداً , وما زال يعيش في شرم الشيخ في أملاك الشعب و بمال الشعب و في حراسة جيش الشعب , و أكرر ( الشعب ) لأن الشعب هو صاحب البلد و المال و الماء و الأرض وهو وحده الذي يستحق أن يخدمه الجيش لا أن يحرس من قتل ونهب و هدم بلادنا .
و لأن الحكومة الحالية هي حكومته و رجالها هم رجاله المخلصين و يخدمونه وحده , لذلك لم يجرؤ أحدهم على أن يطالبه برد ما نهب , ولا طلب من الجهات المختصة الحجز على ممتلكاته التي نهبها من الشعب , ولا المطالبة بأمواله و أموال أسرته في الخارج , إلا بعد أن تركوا له الفرصة كاملة لتصريف أموالهم و ممتلكاتهم إلى أماكن لا يمكن ملاحقتها, و أعطاهم الإشارة بنفسه ( إقرار خراب الذمة الماليه ) فقام معاونوا مبارك المخلصون برئاسة ( شفيق ) و ( أبو الغيط )و ( طنطاوي ) بمطالبة بعض الدول بالتحري فقط ( و ليس : بِرَد ) أموال الظالمين , و كذلك الأمر مع مساعدي الظالم , طالب الحكام الحاليين المساعدين للحكام المخلوعين , بتجميد ( و ليس : بِرَد ) أرصدتهم . نعم . فالكل كان وما زال يعمل في خدمة الظالم الطاغية و أعوانه, فهؤلاء هم رجاله وهو الذي اختارهم ليعيدوه لكرسي الحكم .
هذه الحكومة هي حكومة مبارك , وأجهزة الاعلام هي أجهزة مبارك , وكلما غضب الشعب قدموا له كبش فداء يفدي النظام كله , و يفدي الظالمين كلهم , و لن يتم أذى أي واحد منهم . تذكروا هذا ولا تنسوه .
إنها محاكمات صورية في سجن خمس نجوم , لإسكات غضب الشباب , و لو كانت هناك محاكمات حقيقية , لحاكموا أولاً القناصة و راكبي الجمال و الخيول ومن أفرغوا السجون من مجرميها و قتلوا منهم و أطلقوا فرق المجرمين على الثوار , أعني : من أرسلوا كل هؤلاء لضرب الشعب . و لحاكموا وزير الداخلية الحالي الذي مازال يطابق سياسة أستاذه المكروه ( العادلي )
بينما في تلك اللحظات- في هذه الأيام - يتم تصفية الثورة بلا هوادة , وتلميع الخونة , و تعلية الانتهازيين , و إظهار أعوان الأمريكان , و الماسونيين اليهود .
و ما زال تلميع مبارك مستمر , ليقولوا أنه لا أمان بدون مبارك . وهذا الكلام يتردد بالفعل الآن , و أعضاء الحزب الخائن ( الوثني ) منتشرون الآن في كل مكان , ينشرون هذه الأفكار .
و ما زالت الهيمنة الأمريكية و الرشوة البريطانية الأوروبية بلا يأس تفرض سيطرتها بالمعونات و الإعانات .
ويؤيدها الإعلام و النظام , بالإعلان يومياً عن أرقام حساب لجمع التبرعات لشعب مصر , ولم يعترض أي مصري مخلص .
فقد أربكوا الشعب في مظاهرات من صنع النظام
إنهم يعلنون على العالم كله بجهاز إعلام مبارك و شفيق أن الثورة كانت لأجل العلاوات و رغيف الخبز و الشقق و فرص العمل , ليس لأجل الحرية و وقف النهب و إسقاط الدكتاتورية . و يقولون بعد ذلك كلمات تُسكت الثائرين , وتشتم ثورتهم أمام الدنيا كلها , مثل:
( أحسنتم يا شباب , هيا بنا نعمل ونوقف التخريب )
لو كان هذا النظام الحالي عادلاً لحاكم رئيس الوزراء ( شفيق ) حين ترك شباب ميدان التحرير لمدة ( 12 ) ساعة يضربهم القتلة بالرصاص و قنابل المولوتوف و الحجارة , والجيش يتفرج , و كل قنوات التليفيزيون تنقل للعالم كله , ثم خرج في اليوم التالي بفضيحه ليقول بدم بارد : لم أعرف , ولم يخبرني أحد !.
ترك مليون شاب و فتاة يذبحهم القناصة و المجرمون وهو لا يعرف .!
إن كنت لا تعرف يجب أن تتنازل فوراً عن منصبك , و يتم محاكمتك , وإن كنت تعرف فالله هو المنتقم , وسيُرينا فيكم انتقامه .
لقد خرج شفيق ووعد بالقصاص و معاقبة المجرمين , و إلى الآن لم يعاقب إلا شباب الثورة , ولعلنا عرفنا الآن من هم المجرمون في نظر الحكومة , حكومة مبارك .
لعله قال في نفسه يومها : لعلهم ينتهون بتلك المجزرة . فلما لم ينتهوا أسكتهم بكلمات بلا فعل , وهو هو ما زال يحمي النظام الظالم المسحوق بالشباب .
نحن ما زلنا تحت حكم مبارك و أعوانه كلهم .
و إلا : لماذا تم منع بث قناة الجزيرة ؟
و شبكة الانترنت تتعطل في ليلة كل مليونية ؟
و القنوات الدينية عادت صورة بلا مضمون لأنها مقيدة . فهي تمثيلية .
و الشعب يبتلع لأنه حديث عهد بجاهلية , و جديد في الحرية .
لماذا السكوت الحكومي التام على ما يحدث في ليبيا ؟ و على إجرام القذافي الكافر و أسرته ؟ لأنهم أصدقاء حسني الذي ما زال يحكم مصر من شرم .
الحل لكل ما نحن فيه هو الإسلام و شريعة الله .
أولاً :توجد شريعة يهودية مسيحية في كتابهم , و شريعة إسلامية .
وما في كتابهم المقدس عندهم من شريعة يطابق ما في الشريعة الاسلامية بالحرف وهم يتحاكمون إلى الشريعة الإسلامية فيما خفي عليهم من كتابهم , مثل الميراث و الطلاق عند اختلاف الملة و الخُلع و غيرها.
و ثانياً:هم يؤمنون أن كتابهم مقدس , فكيف يرفضون أن نعمل بشريعته ؟
بل إن المسيح أمرهم بالعمل بما في شريعة الله لعبده موسى , إلى أن تأتي الشريعة الكاملة من بعده , حيث تستمر إلى قيام الساعة ( متى 5 : 17 – 18 ) و ( متى 23: 1 – 3 ) .و استمرار شريعة موسى في شريعة محمد هو تحقيق لبشارة المسيح بالاسلام .
و ثالثاً :الشريعة الاسلامية تعطي للشعب كل الحقوق و تضمن له السلام و العدل و الرخاء و الاستقلال و النصر و العزة و كل خير .
و هي تحمي الشعب من كل الفساد , و تضع الحاكم داخل حدود ضيقة بحيث لا يمكنه أن يظلم الشعب أو يأخذ ما لا يحق له أو يظلم الشعب , بل و يمكن للشعب أن يعارضه في وجهه إذا أخطأ و يخلعه من الحكم .
ورابعاً: الرافضون للشريعة الاسلامية , هم من الجاهلين بالشريعة أو من الفاسدين , يقولون لك : هل تريدون قطع الأيدي و رجم النساء و جلد الرجال ؟
نقول لهم : إن الله أمر بقطع يد السارق و رجم الزاني مع الزانية و جلد السكران والقاذف الذي يرمي النساء بما ليس فيهن . فمم تخافون ؟ هل أنتم من هؤلاء ؟
إن الحدود لها أحكام كبيرة و دقيقة بحيث لا يمكن تطبيقها إلا في أضيق الحدود , فلها شروط صعبة لتطبيقها بحيث لا يمكن تطبيقها إلا نادراً . و في نفس الوقت هي رادعة عن السرقة و الزنا و شرب الخمر و قذف النساء و الإفساد في الأرض و إرهاب الآمنين و الخروج عليهم بالسلاح و سلب أموالهم و انتهاك حرماتهم , بينما الشرائع الوضعية ليست رادعة على الإطلاق , بدليل إمتلاء البلاد بالفساد و تسلط المفسدين , و خاصة الحكام و أعوانهم و سدنتهم و أجهزة إعلامهم و أقاربهم , و امتلاء السجون بالشباب , و يخرجون منها أشد إجراماً , و شذوذ جنسي , و المعتقلات تكبر و تنموا في بلاد المسلمين , و الذل يزداد , و الخضوع للكفار يزداد , حتى أصبحوا يطالبون الشعوب بالرضا بالذل و كأنه هو الواقع , مع أننا كنا سادة الدنيا ,و سنعود للسيادة إذا عدنا إلى التحاكم بشرع الله , القائل جل في علاه ( إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم ) . لو طبقنا شريعة الله ستكون رحمة و نصراً لكل المسلمين .
سبحانك الله و بحمدك , أشهد أن لا إله إلا أنت , أستغفرك و أتوب إليك .