هل ترضى بالله مشرعاً ؟
الإجابة ) نعم ), لأني مسلم , ومن قال( لا ) فقد كفر .
قال الله سبحانه و تعالى : ( شرع لكم من الدين ما وصَّىَ به نوحاً و الذي أوحينا إليك , وما وصينا به إبراهيم و موسى و عيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه , كبُر على المشركين ما تدعوهم إليه , الله يجتبي إليه من يشاء و يهدي إليه من ينيب ) .( الشورى 13 ) .
1 – هل تعتقد أن لله الكمال في تشريعاته ؟
- الإجابة نعم , فقد سلِمَت التشريعات الإلهية من الأخطاء , ولم ينشأ عن تطبيقها قصور أو أخطاء , أو ردود أفعال , و لم تشقَ البشرية بتشريعات الله تعالى , بل سعدت , وذلك إنما يرجع إلى كمال المشرع , سبحانه و تعالى , و إحاطة علمه بكل شيء .
- قال تعالى ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )( الملك 14 ) .
2- هل تعتقد أن الحكم يجب أن يكون بشرع الله؟
أم تعتقد أن الحكم بشرع الله يناسب من سبقونا فقط ؟
الحاكم المشرع يجب أن يكون عليماً خبيراً , لطيفاً رحيماً , قادراً قوياً , وهذه الصفات لا تجتمع في مخلوق , فكان الحكم حقاً خالصاً لله سبحانه و تعالى , كما قال ) ألا له الخلق و الأمر , تبارك الله رب العالمين ) الأعراف 54 .فحيث أنه هو الخالق الرازق , فلابد أن يكون هو الآمر . وقال ( إن الحكم إلا لله , أمر ألا تعبدوا إلا إياه ) يوسف 40 . و قال ( ولا يشرك في حكمه أحداً ) الكهف 26
3- هل تعتقد أن الله قد بيَّن كل شيء في القراّن ؟
- ما ترك الله شيئاً إلا و بيَّنه في القراّن بياناً شافياً , و كذلك في السُنَّة المطهرة .
قال تعالى ( و نزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء و هدىً و رحمةً و بشرى للمسلمين ) .
4- هل ينفع أن نترك قول النبي صلى الله عليه و سلم و نأخذ بقول غيره ؟
- قال الله تعالى ( فلا و ربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت و يسلموا تسليماً ) النساء 65
- يقول ابن كثير عليه رحمة الله : يُقسم الله بنفسه الكريمة المقدسة , أنه لا يؤمن أحد حتى يُحَكِّمَ الرسول – صلى الله عليه و سلم – في جميع أمور الدنيا و الدين , فما حكم به فهو الحق الذي يجب الانقياد إليه ظاهراً و باطناً .
و إذا حكَّموك وجب عليهم أن يطيعونك في بواطنهم , فلا يجدون في أنفسهم حَرَجاً مما حكمت به , و يطيعونك في الظاهر و الباطن , و يخضعوا لك خضوعاً كاملاً , من غير ممانعة ولا منازعة .
5 – أما التشريع الوضعي :
- فقد اهتم بالظاهر و أغفل الباطن , فإذا وجد الإنسان فرصة للخروج على القانون دون أن يُضبَط , فلا يلومن نفسه و لا يحاسبه أحد لأن القانون لا يُجَرِّمه .
أم حال المؤمن مع شرع الله , فإنه يخضع له في السر و العلانية , و يتقرب إلى الله بذلك , و هذا غير موجود في أي تشريع بشري , فالمؤمنون يمتثلون لقانون مالك المُلك رغبة منهم و طاعة له .
في ذلك يقول الله سبحانه و تعالى ( إنما كان قول المؤمنين إذا دُعوا إلى الله و رسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا و أطعنا و أولئك هم المفلحون ) . صدق الله العظيم .
[b]