النور المقبور .
لالالالالالالالالالالا
سؤال من ( مريم ) التي هداها الله للإسلام منذ حوالي أسبوعين .
و هي طالبة جامعية . و كان الاتصال يوم 25/ 4 / 2009 .
و سألتني عن النور الذي يظهر من قبر المسيح المزعوم , في عيد القيامة المزعومة .
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد بن عبد الله . و أشهد ن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله . و أؤمن أن المسيح يسوع هو عبد الله و رسوله , و أمه صديقة , لا يزيدان عن هذا القدر و لا ينقصان . و أؤمن أن الجنة حق و أن النار حق . و أؤمن بالقدر كله خيره و شره .
أما بعد :
فلقد تتبعت هذا الموضوع , فوجدت الآتي :
1- لم تذكر الأناجيل الأربعة شيئا عن ظهور نور من قبر المصلوب عند حدوث القيامة المزعومة أو قبلها أو بعدها .
2- كتاب ( أعمال الرسل ) الذي روى قصص التلاميذ و بولس , إلى عام 60 م. لم يشر إلى ظهور نور عند القبر طول تلك المدة .و لم يكن أحد منهم يهتم بالقبر المزعوم .
3- أيضا رسائل التلاميذ و بولس لم تثبت حدوث أي شيء عند هذا القبر أو غيره .
4- كتب التاريخ المسيحية لم تذكر شيئا عنه , إلى أن تم عقد مجمع نيقية سنة 325 م. و ثار النزاع حول عقائد تأليه المسيح , ثم تأليه الروح , ثم مريم في المجامع التالية , و لم يرد فيها أي ذكر لهذا القبر أو نوره المزعوم على الإطلاق . و لو كان يوجد شيء من هذا لاختلف الأمر تماما .
= و أروي لكم ما جاء في كتاب ( القدس ) للمؤرخة الإنجليزية ( كارين أرمسترونج ) عن هذا النور :
1- في الفصل السابع ( الدمار ) ص. 245 : كان تلاميذ المسيح ينتظمون في الدين اليهودي , و يتعبدون في المعبد اليهودي , إلى أن تم دمار أورشليم سنة 70 م.
2- ( ص. 262 ) ثم استمر ( المسيحيون اليهود ) يعيشون حياة يهودية كاملة و يحتفلون بأعياد اليهود , و لم يكونوا يعبدون المسيح – بخلاف أتباع بولس, حتى عام 135. (ص. 267 ) حين طردهم الرومان باعتبارهم يهود يمارسون الختان. ( ص. 282 ) و كان المسيحيون لا يقدسون أورشليم باعتبارها المدينة الخاطئة التي رفضت المسيح . و بنى الرومان مكانها ( ايليا كابيتولينا ) بعد أن دمروا ( أورشليم ) تماما .
3- و بالمثل كان العالم ( أوريجن ) أو ( أوريجانوس ) سنة 234 م. و( يوزيبيوس ) أسقف قيصرية سنة 313 م. إذ لم يهتما بهذه المدينة المذنبة في حق المسيح . و أقول : كل هذا و لم يكن القبر معروفا و لا ظهر النور المزعوم .
4- و بعد ذلك, سنة 325 , طلب ( مكاريوس ) أسقف ( إيليا كابيتولينا ) من الإمبراطور( قسطنطين ) هدم معبد ( أفروديت ) المقام على جبل ( جلجثة ) للكشف عن قبر المسيح . و بعد عامين من الحفر المتواصل عثروا على قبر صخري , و على الفور أعلنوا أنه قبر المسيح .و أطلقوا عليه اسم ( أناستاتيس ) أي البعث , و شرع المسيحيون في نسج أساطيرهم حول أورشليم الجديدة . . و أقول أيضا : و لم تذكر شيئا عن النور المزعوم .
5- ( ص. 325 ) الفصل العاشر ( المدينة المسيحية المقدسة):و بحلول عام 390 م. بدأ الحجاج المسيحيون يفدون على أورشليم . و تروي المؤرخة الأحداث حتى دخول الإسلام إلى بيت المقدس , في القرن السابع الميلادي. و لم تذكر النور المزعوم .
6- ( الفصل الحادي عشر : بيت المقدس ) ص. 424 :كتبت المؤرخة : و نقرأ في القرن التاسع عن ظهور ( النار المقدسة )لأول مرة في كنيسة القيامة , و خرج المسيحيون يصيحون ( سارعوا إلى دين الصليب ) . و كان ذلك سنة 841 م.
-7 - ص. 432 : كتبت المؤرخة المسيحية : و في عام 1009 م. سمع الخليفة ( الحاكم ) عن ( حيلة النار المقدسة ) فأمر بإزالة كنيسة القيامة و ما حولها , و نفذ ( باروخ ) حاكم ( رام الله ) الأمر بدقة , و هدم جميع المباني المحيطة بموقع ( جلجثة )و حطم المقبرة و ضريح المسيح و صخرة جلجثة . أقول : أي نار إلهية و أي قبر إلهي هذان اللذان يحطمهما البشر؟
7- و في سنة 1101 م. لم تظهر النار المقدسة أثناء الاحتلال الصليبي للقدس , لأن اللاتينيين طردوا اليونانيين , اللذين أخذوا معهم سر النار المقدسة , ولم يفشوه للاتينيين . فاضطروا إلى إعادة مفاتيح المقبرة إلى اليونانيين .
و من كتاب آخر لا يقل أهمية , وهو كتاب ( قصة الكنيسة القبطية ) للمؤرخة المصرية
( إيريس حبيب المصري ), و تروي من عصر المسيح إلى عصر التلاميذ و تستمر إلى الفتح الإسلامي , ولا نقرأ شيئا عن هذا القبر المنير .
= و في كتابها الثاني ص. 264 : تفاجئنا بظهور النور من القبر على يد بطريرك الروم الأرثوذكس , دون غيره من البشر .
= و في كتابها الثالث , ص. 60 , نقرأ أن الخليفة ( الحاكم ) أمر بحرق كنيسة القيامة , فحرقها والي القدس , وكان ذلك بعد سنة 1000 م.
= و فيه أيضا ,في هامش ص. 419 : كتبت عن سنة 1518 م. :
تقام الصلوات في كنيسة القيامة في القدس , في صباح يوم السبت السابق لعيد القيامة من العاشرة صباحا إلى ما يقرب من منتصف النهار, فينبعث من القبر نور له خاصية عجيبة , و هي أنه لا يحرق أي شيء في خلال النصف ساعة الأولى لظهوره (!) , ولذلك يدعون ذلك اليوم : سبت النور .
= و في الكتاب الرابع ص. 90 تكرر الحديث عن ظهور نور القبر سنة 1709 م. في الساعة السادسة من نهار السبت , ولم يدخل القبر إلا بطريرك الروم وحده, و أغلق الباب على نفسه . وكان بطريرك مصر موجود هناك , فلم يسمح له بالدخول إلا بعد انتهاء مراسيم ( السحر ) , ففتح له باب القبر , فأشعل البطريرك المصري منه شمعة ,و من شباك القبر أشعل الأقباط شموعهم من شمعة بطركهم .
ختاما أرد هذه الشبهة , و خدعة النار أو النور بالآتي :
1- تأخر ظهوره إلى بعد المسيح بأكثر من ثمانية قرون .فهو لا علاقة له بالمسيح.بل له علاقة بظهور هذه الطائفة ( الروم ) أو ( اليونانيين ) الأرثوذكس .
2- يتم تحديد يوم القيامة المزعومة تبعا لتقويم اليهود , وهم أعداء المسيح . و هذه التبعية الغريبة توحي بتدخل اليهود في هذا السحر لإضلال النصارى و محاربة الإسلام.
3- هذا النور أو النار لا يظهر في تاريخ القيامة المزعومة , بل في اليوم السابق عليه , بدون سبب مفهوم , فالمفروض أنه يوم حزن و قضاه الحواريون و المريمات في البكاء ( إنجيل مرقس 16: 10 ) .و كذلك تكون الكنائس في حزن الى اليوم .
4- منذ قرون و إلى اليوم , و لهذه القيامة المزعومة عيدان , أحدهما غربي و يسبق الشرقي بأسبوع . ولا ندري في أيهما يظهر هذا النور ؟ و لو كان حقيقة و ليس كذبا فكان بالأولى بالطائفة التي لا يظهر في عيدها أن تتبع الطائفة الصادقة بدون جدال .
5- عدم ظهور هذا النور أثناء وجود المسيح , و أثناء حياة تلاميذه و لا في حياة بولس , وهم أقدس البشر عند كل الطوائف ,هو دليل على اختراعه ( بالسحر ) .
6- و لم يظهر إلا بعد دخول الإسلام إلى المنطقة و انتشاره في الدنيا بمائة عام , و هذا يؤكد أنه حيلة لجذب البشر إلى المسيحية , كما ذكرت ( كارين ) .
7- لو كان هذا القبر و هذا النور إلهيان كما يزعمون , فكيف ظلا تحت القمامة ثم تحت معبد أفروديت الوثني لمئات السنين, ثم يهدمهما و يحرقهما المسلمون , ولا تحدث عقوبة رادعة عاجلة , بل يظلان هكذا أكثر من عشرة أعوام .
8- لو كان حقا من عند الله , فلماذا لا يظهر تلقائيا ؟ لماذا لا يظهر إلا بشخص محدد ؟ ولا بد أن يكون وحده ؟ وهو ليس أفضل المسيحيين عقيدة ؟
9- إن كانت عقيدة بطريرك اليونانيين الأرثوذكس هي الصحيحة , فيجب على كل طوائف المسيحية أن تتبعه بلا جدال . ولكن على العكس , فإن هذه الطائفة كافرة بحكم بابا روما و بطاركة الأرثوذكس , كما إن عدد أتباعه لا يزيد عن 5% من مسيحيي العالم كله .!!
10- بل إن غياب هذا الكافر عن القبر , الذي حكم بكفره كل بطاركة الأرض , أدى إلى اختفاء هذا النور ( السحري ) فأسرعوا إلى إعادة مفاتيح القبر المزعوم له .!!! فلأولى أن يتبعه المسيحيون في العالم كله , على عقيدته الكافرة في نظرهم .
و أكتفي بهذا القدر
والى اللقاء مع شبهات أخرى .
سبحانك اللهم و بحمدك . لا إله إلا أنت . أستغفرك و أتوب إليك .
و صلي اللهم على سيدنا محمد , وعلى اّله وصحابته أجمعين , و سلم تسليما كثيرا .
حقوق الطبع و النشر محفوظة للدكتور وديع أحمد , إلا النشر مجاناً للدعوة على شبكة المعلومات .
تم في 5 جماد أول 1430 , الموافق 30 أبريل 2009 .