الكنيسة الوثنية
تاريخ دخول الوثنية إلى الكنيسة , و محاكم التفتيش ضد المسيحيين .
مختصر من كتاب :
منشأ حفظ ( تقديس ) يوم الأحد .
تأليف : جون كروز بُل.
رقم الإيداع : 1377 / 98 .
يُطلب مجانا بالبريد من / جلال دوس .ص. ب.45 مدينة العاشر من رمضان .
جمهورية مصر العربية .( ليس لذوي الأسماء الإسلامية )
Gpdoss@hotmail.com ذكر بولس في رسالته الثانية إلى أهل تسالونيكي 2: 1- 3 أنه سيحدث ارتداد هائل في الكنيسة , و حذر بطرس في رسالته الثانية 2 من نفس الارتداد الكاسح . و في مقابلة بولس مع شيوخ كنيسة أفسس في كتاب ( أعمال الرسل 20 : 29 – 31 ) حذر الأساقفة قائلا لهم : ( و منكم أنتم سيقوم رجال يتكلمون بأمور ملتوية ليجذبوا التلاميذ وراءهم ) .
فنرى أن أعظم خطر على الكنيسة المسيحية هو الارتداد الذي يحدث من الداخل , و يصدر عن ناس يقولون أشياء مُحَرفة , و يحرفون الحقيقة و يرتدّوا ,لجذب الناس وراءهم .
و قد ذكر بولس في رسالته الثانية إلى أهل تسالونيكي 2: 7 أن ( سر الإثم ) يعمل بالفعل في أثناء وجود بولس .
و في هذا الموضوع يقول المؤرخ :
لم يكد التلاميذ يختفون عن مسرح الأحداث , حتى ظهر هذا الذي حذروا منه , فان بعض الأساقفة شرعوا في تبني عادات و مراسم وثنية , رغبة منهم في تسهيل اعتناق الوثنيين للمسيحية , ومضاعفة عدد المؤمنين , مما يزيد نفوذ الأساقفة و سلطانهم .( كتاب الإمبراطوريات الكبرى للأساقفة ص. 337 .تأليف : ألونزو ت. جونز ) .
فكيف بدأ هذا الارتداد العظيم ؟ .
بدأ على هيئة حملة كرازية ( تنصيرية ) هائلة . فمن أجل تسهيل اعتناق الوثنيين للمسيحية , خفضوا المعيار المطلوب للانضمام لعضوية الكنيسة , وفي غضون عشرين عاما من موت التلاميذ كان تحريف حق المسيح قد انتشر انتشارا واسعا .
= و كتب ( موشهايم )عن التطورات التي حدثت في العالم المسيحي في القرن الثاني الميلادي : من المؤكد أن شعائر جديدة أُضيفت إلى العبادة الدينية – العامة منها و الخاصة - بدون داع , و السبب الداعي إلى ذلك هو اتهام المسيحيين بالكفر لعدم وجود معابد خاصة بهم , أو المذابح أو الأضاحي أو الكهنة أو أي شيء من الأُبهة التي يظن العامة أنها جوهر الديانة .و لإسكات هذا الاتهام رأى رؤساء المسيحية ضرورة إدخال بعض الشعائر الخارجية ( الوثنية ) التي تذهل حواس العوام ( من كتاب : التاريخ الكنائسي. القرن الثاني . الجزء الثاني . الفصل 4 ) .
== و لتنفيذ ذلك , كان على العبادة المسيحية و طقوسها أن تتكيف مع طقوس العبادة الوثنية , مما كان سيقلب المسيحية إلى وثنية ( بل قلبها بالفعل ) .
( من كتاب : الإمبراطوريات الكبرى للأساقفة . ص. 378 ) .
== و كانت العبادات الوثنية في مطلع القرن الثاني المسيحي متمركزة كلها تقريبا حول عبادة الشمس . فكان الوثنيون يتعبدون عند طلوع الشمس مُستقبلين الشرق
و كان ذلك أول عقيدة و ثنية دخلت الكنيسة . إذ بدأ المسيحيون يتجمعون عند طلوع الشمس , و يقولون إن هذا هو وقت قيامة المسيح . و قالوا إننا سوف نُعَلّم الناس أننا نجتمع عند طلوع الشمس لا لنتعبّد للشمس بل لنتعبّد لمن أُقيمَ عند طلوع الشمس .
=== و يُضيف ( موشهايم ) قائلا : قبل ميلاد المسيح كانت كل الشعوب الشرقية
( الوثنية ) تقيم شعائر عبادتها بالاتجاه إلى مشرق الشمس . و لا تزال هكذا إلى اليوم . و لكنها تسود في عدد كبير من كنائسنا ( يعني : طوائفنا ) المسيحية .
( التاريخ الكنائسي . القرن الثاني . الجزء الثاني . الفصل الرابع إلى السابع ).
== و التنازلات لا تنتهي . فقد تبنت الكنائس المسيحية يوم الشمس ( الأحد –Sunday ) و جعلته يوم احتفال ( مقدس ) .
و لقد أصبحت عبادة الشمس تُمَارَس بدرجة كبيرة في الكنائس المسيحية قبل انتهاء القرن الثاني الميلادي , قائلين انهم ليسوا مثل الذين يكرسون ( يقدسون ) يوم زحل ( السبت ) للراحة و الترف . ( الاعتذار . الفصل 16 . تأليف : ترتيوليان)
وتضاعف عدد أنصاف الوثنيين(نصف العقيدة و العبادة وثنية,ونصفهما مسيحي ). و تضاعفت الممارسات الوثنية التي دخلت الكنيسة .
== و قد كان من عادة المسيحيين اليهود ( النصارى في القرن الأول , من أتباع المسيح و تلاميذه ) أن يتذكروا المسيح أثناء موسم الفصح ( اليهودي ). و كان يوم الفصح في الرابع عشر من الشهر الأول في السنة اليهودية ( القمرية ) يحل في أيام مختلفة من أيام الأسبوع ( من عام لآخر ) . ولكن روما تبنت يوم الأحد
( يوم الشمس ) و جعلته يوما لهذا الاحتفال ( قيامة المسيح من الموت ) .
== و استأثر أسقف روما ( البابا) لأول مرة بالحكم المطلق حين أجبر الناس على طاعته في تقديس يوم الأحد .و صار الناس يمارسونه منذ عهد ( سكتوس الأول ) أسقف روما سنة 119 – 128 م. و عززه خليفته ( أنتيسيدوس ) أسقف روما سنة 157 – 158 م. الذي أمر بالاحتفال بعيد القيامة رسميا في الأحد التالي ليوم الرابع عشر من الشهر الأول اليهودي ( عيد الفصح اليهود . و كذب المصريون و قالوا أن بطريركهم أبو زرعه هو أول من اكتشف هذا التقويم , و يدعونه : حساب الأبقطي .!.).( تاريخ الباباوات . تأليف : باوي ) .
===و بانتهاء القرن الثاني , كتب ( فكتور )أسقف روما سنة 192- 202 م. إلى المسيحيين الآسيويين يأمرهم بالاقتداء بالمسيحيين الغربيين في الاحتفال بيوم القيامة ( يوم الأحد ) . و رد عليه ( بولكراتس ) أسقف أفسس, باسم الشرقيين , أنهم بهذا التقليد لن ينحرفوا عن تقليد آبائهم ( التاريخ الكنائسي . القرن الثاني . الجزء الثاني . الفصل الرابع . تأليف : موشهايم ) .
== و بدأ ( فكتور ) يستخدم سلاح الحرمان الكنسي ( يزعمون سلطان الكهنة و الأساقفة و الباباوات على حرمان من يعصيهم من السماء و إدخالهم النار ).
=== و في القرن الثالث , صعب التمييز بين الوثنيين و بين هذا النوع من المسيحية , و ارتفع مد الفلسفة الوثنية بأقصى قوته , وكان أشده في الإسكندرية
, حيث المدرسة الأفلاطونية , و منها نشأ النظام القائم على تفسير الكتاب المقدس تفسيرا رمزيا صوفيا. ( تفسير العقيدة المسيحية بأفكار وثنية ) .
== و منهم ( أكليمندس السكندري ) رئيس هذه المدرسة الذي طور هذه النظرية الفلسفية ( و يعتبرونه قديسا و عالما لاهوتيا دينيا ) .
و ألقى أنصار هذا التفسير الفلسفي على الكتب المقدسة غمامة ( وثنية ) عظيمة , حتى أصبح كل إنسان يمكنه أن يجد نصا من الكتاب المقدس يدعم أي عقيدة يتفتق عنها ذهن المتطرفين المتعصبين .
== و أدخل المعلمون الدينيون أجزاء كثيرة من ديانتنا إلى الغمامة الفلسفية , بعد أن كانت واضحة سهلة الفهم . و أضافوا أشياء غير قليلة إلى وصايا المسيح .
( أي أنهم حرفوا الكتاب بالإضافات التي وضعوها , ونسبوها للمسيح) .
== و حضّوا المسيحيين على ممارسة شعائر حمقاء و خزعبلات .
( التاريخ الكنائسي . القرن الثاني . الجزء الثاني . الفصل الأول )
= و نتج عن ذلك مزيجا من المسيحية و المبادئ الأفلاطونية .
== و في عهد قسطنطين( الإمبراطور الوثني في سنة 320 م.) اندمجت التطورات الوثنية الجديدة مع الوثنية المرتدة من المسيحية العابدة للشمس . و في قسطنطين ذاته تحققت جميع المطامع في ديانة عالمية , و طمح الأساقفة إلى خلق ديانة إمبراطورية عالمية جديدة .
== و كتب ( ميلمان ) في كتابه ( تاريخ المسيحية – الكتاب الثالث – الجزء الأول)
أن حقبة قسطنطين شكلت الحقبة البابوية , و تم خلق ديانة جديدة هي الديانة البابوية , وكانت تلك هي بداية العصر المظلم الكئيب الذي خيم على أوروبا أكثر من ألف عام .
و كانت نتيجته اتحاد الكنيسة بالدولة , وتحويل الطبقات الخطرة من المجتمع
( المجرمين) من الاتجاهات المدنية إلى الاتجاهات الكنسية ,و التفسح في تجسد الديانة ( هل يعني : ابتداع تجسد الله في جسم البشر ليكون يسوع المصلوب ؟)
( النمو الثقافي لأوروبا – تأليف : داربر ) .
== و قبل مجمع نيقية سنة 325 م. كان الأساقفة المشتركون من الجُهّال , و أجَلّوا أسقف روما إجلالا خاصا , بإعلانهم الموافقة على ما أمر به وهو حفظ
( تقديس ) يوم القيامة , و أن يكون يوم (أحد ), و اتحاد الكنيسة مع الدولة , و توقير العادات الوثنية , وما صاحبها من تدمير للعقيدة المسيحية .
حتى صدر أول قانون يأمر بتقديس يوم الأحد في سنة 321 م. على يد قسطنطين
( الوثني ) و لم يشتمل القانون على أي إشارة إلى المسيحية و لم يذكر قيامة المسيح .
( كتاب : الرب يُنَبئك بمستقبلك .تأليف : جون كروز بل ) .
مقتبس من ( تاريخ الكنيسة المسيحية .المجلد 3 . الجزء الخامس ) .
== و لكي تفرض الكنيسة المرتدة تشريعا يُحَرّم تقديس يوم السبت , انعقد مجمع (لاودكية) سنة 346م. و أصدر قانون رقم 29 , يقول ( لا يَتهّود المسيحيون , فيستريحون يوم السبت , و لكن إذا اكتُشف أنهم يتهودون فسيُبعَدون عن المسيح )
( و المعنى : أن من يقدس يوم السبت يرتد عن المسيحية و يصير يهوديا كافرا , و حينئذ يتم حرمانه بأمر البابا من السماء و إدخاله النار – و كلا من اليهود و المسيحيين يقدسون معا 38 كتاب يحويها ( العهد القديم )؟؟؟).
== و أثناء عهد البابا ( ثيوديسيوس ) أصدر قانونا سنة 386 م. يُحَرّم كل المعاملات التجارية عموما تحريما تاما يوم الأحد . و انحصر هذا القانون في فرض الكسل فقط . فتضاعف المُجُون , واكتظت المسارح و السيرك كل أحد بالمسيحيين , حتى اشتكى الأساقفة من قلة رواد الكنائس . فأصدروا أمرا بإغلاق المسارح و السيرك يوم الأحد ( وما زال هذا كله ساريا حتى في مصر , و يقلدهم التجار المسلمون للأسف ) .و صدر قانون بذلك سنة 401 م.
= و لكن ذلك لم يجبر الناس على الذهاب إلى الكنائس , فقال ( أغسطينوس ) أسقف ( هيبو) : يجب إلزام الناس على العودة إلى ربهم كعبيد أشرار , بعصا المعاناة المدنية ( بقوة القانون ) .
( كتاب : إصلاح الدوناتيين . الفصل السادس . تأليف أغسطين ) .
= فقال المؤرخ : إن أغسطينوس هو الذي أسس النظرية التي أدت إلى الاستبداد و التعصب و الاضطهاد الذي انتهى بمحاكم التفتيش . ( مجازر يقوم بها رجال الدين ضد مخالفيهم في العقيدة , ويحكم فيها الأسقف برأيه بدون الاستماع إلى المتهم).
كتاب تاريخ الديانة المسيحية و الكنيسة . المجلد الثاني . القسم الثاني . الجزء الثالث . الفصل الأول . تأليف : نياندر .
= و يتابع المؤلف قائلا :
من ثَمّ يا أحبائي, يحتوي تشريع تقديس يوم الأحد بداخله على الأساس الذي يفلسف الاضطهاد الديني . لا تنسوا هذا أبدا . فأينما يُسَن تشريع بحفظ يوم الأحد يعقبه الاضطهاد لا محالة .( يعني الاضطهاد المسيحي للمسيحيين المخالفين في الملة , و ضد كل من يخالفهم في الدين و أولهم المسلمين .) .
= و لقد أنبأنا الرب بهذا في ( دانيال 11: 30 ) من مئات السنين , أنه سيأتي من يحارب العهد المقدس الذي هو الوصايا العشر ( تثنية 4: 13 ).
= لقد حان الوقت الذي اشتد فيه حقد كنيسة روما على عهد الله المقدس , حتى أنها اعتبرت أن كل من يحفظ الوصايا الخاصة بتحريم عبادة الأصنام و حفظ السبت ( من الوصايا العشر في العهد القديم الذي يقدسونه ؟) يستحق الموت بأقصى الوسائل التي يتم تخيلها . !!!
= و قديما قال المؤرخ ( سوزمن ) المعاصر لسقراط , في القرن الرابع الميلادي :
إن جميع الكنائس في أنحاء العالم تحتفل بالأسرار المقدسة( العشاء الأخيرللمسيح)
في يوم السبت من كل أسبوع في إلا في الإسكندرية و روما .
و أيضا توجد مجموعات آشورية ( في العراق , من أتباع نسطور , لا يقدسون مريم ولا يعبدون المسيح ) في جميع أنحاء الهند , يجتمعون للعبادة في يوم السبت.
فلما دخل المُنَصّرون الرومان إلى الهند , اضطهدوا هؤلاء باعتبارهم مُتَهّودين
( يهود كفار ) .( كتاب : الحقيقة . ص. 298- 299 ) .
= أما ( كوزما ), الذي عاش بالقرب من بابل في القرن السادس, فانه وجد عددا غفيرا من الكنائس المسيحية بين الفرس و الإغريق ( اليونان ) و الهنود يقدسون يوم السبت .
و كذلك كتب ( أ . سي. فلك )عن كنائس : ويلز و اسكتلندا و أيرلندا أنهم حتى القرن الثالث عشر كانوا يُقدّسون يوم السبت ( كتاب الحقيقة ص. 163 ) .
و كذلك كان أتباع ( توما ) تلميذ المسيح في الهند , والجماعات التي انشقت عن روما في مجمع خلقيدونية, وهم الأحباش و اليعاقبة و المريمون ( طوائف اندثرت بالاضطهاد ) و الأرمينيون, يقدسون يوم السبت .( كتاب الحقيقة ص. 289 ) .
== و في بلغاريا في القرن التاسع , أرسل البابا الروماني نيقولاس الأول – يأمرهم بالكف عن العمل يوم الأحد , فأعلن بطريرك الكنيسة اليونانية حرمان بابا روما ( دخوله النار ) بسبب إهانته بالتدخل في شئون بلاده .
= و بعد مائتي سنة أرسل البابا الروماني ثلاثة سفراء إلى القسطنطينية باتهامات مضادة , من بينها أنهم يحفظون تقديس السبت مع اليهود ( المرجع السابق ).
= و ظل المسيحيون في كل البلاد المذكورة يقدسون يوم السبت , حتى أجبرهم أعضاء محاكم التفتيش على الاختباء (!), و قُتل أشجع قادتهم على أيدي أنصار هذه المجازر ,في القرن الرابع عشر .و تم تعذيب و قتل كل من يحافظ على تقديس السبت , كما تنبأ كتاب ( رؤيا يوحنا 17: 6 ) , إذ رأى يوحنا ( امرأة سُكرى من دم القديسين و دم شهداء يسوع ). ( الكاتب يعني بها : البابوية الرومانية ) .
و منهم من تم إحراقهم على أوتاد ( تدخل في المؤخرة ) أو قُطعت رؤسهم أو تم شنقهم , أو ذبلوا في غياهب السجون .. و منهم من قال : كنت أخشى أن أحفظ السبت فأفقد وظيفتي .
== و يختم المؤلف قائلا :
قريبا جدا سيقوم الجميع إلى الحياة الأبدية .و نحن نريد أن نكون من المجموعة التي حفظت عهد الله المقدس .
تم الملخص .
عرض و تلخيص : دكتور وديع أحمد .
== تعليق : العهد المقدس ليس في تقديس الأيام , بل هو عهد الله لإبراهيم و إسماعيل , بعلامة الختان , أن يكون الأنبياء من نسلهما , و أن يكون نسلهما يعبد الله , و أن يؤمن أهل الكتاب بالنبي العربي متى جاء لأنه خاتم الأنبياء .
انظر كتابي 93 من البشارات بختام الرسالات من الإنجيل و التوراة و كتب النبوات
23 ذو الحجة 1429 ه .