انتقال الرئاسة الدينية إلى أمة (الحجر الذي رفضه البناءون )
المذكور بتوفيق الله في : ( متى 21: 33 ) .
== كلام له معنى ( متى 21: 18 ) : المسيح يرى شجرة تين ليس فيها ثمر , فيلعنها ( فقال لها : لا يكن منك ثمر بعد الآن . فيبست التينة في الحال ) .و قال ( إنجيل مرقس 11: 12- 21 )أنها يبست في اليوم التالي ..
و كنا نسأل القساوسة : كيف يكون المسيح إلها , و يرى الشجرة فلا يعرف أنها خالية من الثمر , إلا بعد أن يدنو منها , و كيف يلعنها ولم يكن وقت ظهور التين ؟
فقالوا إنها ترمز لبني إسرائيل , و المسيح هو آخر أنبيائهم , فقال إن بني إسرائيل لا يكون منهم أنبياء بعده .
فكنا نتعجب أيضا . إذا كان لا يأتي أنبياء بعد المسيح كما تعلمنا في الكنيسة , فما الداعي للعن التينة ؟؟؟
= و افهم معي المثل التالي تعرف لماذا ذكرت هذه القصة .
= ( متى 21: 33 ) ( كان إنسان رب بيت غرس كرما , و أحاطه بسياج ...و سلمه إلى كرامين و سافر . و لما قرب وقت الإثمار أرسل عبيده إلى الكرّامين ليأخذ أثماره , فجلدوا بعضا و قتلوا بعضا و رجموا بعضا . ثم أرسل عبيدا آخرين ففعلوا بهم كذلك .
ثم أرسل إليهم ابنه ( التحريف هنا ) و أما الكرامون فلما رأوا الابن قالوا : هذا هو الوارث هلم نقتله و نأخذ ميراثه فأخذوه و أخرجوه خارج الكرم و قتلوه .فمتى جاء صاحب الكرم ماذا يفعل بأولئك الكرامين. قالوا أولئك الأردياء يهلكهم هلاكا رديا و يسلم الكرم إلى كرامين آخرين يعطونه الأثمار في أوقاتها .فقال لهم يسوع :أما قرأتم قط في الكتب : الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأس الزاوية . من قبل الرب كان هذا و هو عجيب في أعيننا . لذلك أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم و يعطى لأمة تعمل أثماره . ومن سقط على هذا الحجر يترضض , ومن سقط هو عليه يسحقه . و لما سمع رؤساء الكهنة و الفريسيون أمثاله , عرفوا أنه يتكلم عليهم . و كانوا يطلبون أن يمسكوه , فخافوا لأنه كان عند الجموع مثل نبي ) . يعني أن اليهود كانوا حتى تلك اللحظة , وهو في الأسبوع الأخير من حياته , ما زالوا يشكون في نبوته .!!!
= و قوله : ( أمثاله ) أي أمثال ( ملكوت السموات ) المذكورة كلها , تخضع لتفسير هذا المثل : عن نهاية النبوة من بني إسرائيل , وانتقالها إلى أمة تعمل على إثمار ملكوت السموات , كما سنوضح .
= و الذين فهموا الأمثال هم العلماء , و فهموا معناها حين ذكر لهم ( الحجر الذي رفضه البناءون ) .
= و هذا ( الحجر ) الذي ( يسحق ) أعداءه , هو الحجر الذي تكلم عنه دانيال , في حلم ( نبوخذ نصر) هل تتذكره ؟
= و أما التحريف في قولهم ( الابن ) فهو مفضوح جدا , و يقصدون به ( المسيح – ابن الإله ) . و معنى كلامهم هو أن اليهود لما رأوا المسيح عرفوه أنه ابن الإله , فقتلوه ليرثوا ( ملكوت السموات ) بزعم أنه ملكوت يسوع .!!
و هذا غير جائز عقلا و لا يتفق مع دينهم الذي أسسه بولس وقال لهم عن اليهود :( لأنهم لو عرفوا لما صلبوا رب المجد )!!! و يعني أنهم صلبوه عن جهل . أي أنهم أبرياء من دمه .!!!
= و لكي يفهم اليهود أمثال (ملكوت السموات ) استشهد المسيح بثلاثة نبوءات , ذكرناها قبلا , وهي ( أشعياء 8) و( 28 ) و ( مزمور 118 ), و ( دانيال 2 ) و ( زكريا 4 ) .. و سبق شرحها , ونربط بينها و بين مثل الكرم هنا لتتأكدوا أنها أكبر بشارة .
=و لقد حقد رؤساء الكهنة و الفريسيون على المسيح لما ربط بين ( ملكوت السموات ) و( الكرم ) و ( الحجر ) , ليس لأن المثل عليهم وحدهم , بل لأنه عن رفض الله لأمة بني إسرائيل , وبدء تحقق النبوات التي يعرفونها تماما عن انتقال النبوة و الرئاسة في الدين و الدنيا إلى أمة إسماعيل ( الحجر الذي رفضوه ) بمجيء النبي الخاتم من نسله المبارك ليبارك الدنيا كلها بنشر التوحيد .
= و أنا لا أفضح الخلافات بين الأناجيل , فهذا ليس موضوعنا , و لكني أصحح تحريفا في ( إنجيل متى ) بذكر ما جاء في ( إنجيل مرقس 12 )الذي هو أصل إنجيل متى باعتراف كل المؤرخين و العلماء. حيث ذكر أن المسيح هو الذي قال , ( فماذا يفعل صاحب الكرم , يأتي و يهلك الكرامين و يعطي الكرم لآخرين ) . فهذا القول منطقي و معقول أكثر من قول متى الذي زعم أن هذا هو قول اليهود .و قوله هذا يعني أن صاحب الكرم إنسان , و يعني أنه هو النبي الخاتم , و كأنه هو ممثل كل الأنبياء , و أن الله أعطاه السلطان أن يعاقب اليهود الأردياء , قتلة الأنبياء , وفرعهم النصارى , الذين يوالونهم إلى اليوم .
= و وافق ( إنجيل لوقا 20: 9 ) على رواية إنجيل مرقس أن المسيح هو الذي قال ( فماذا يفعل صاحب الكرم , يأتي و يهلك هؤلاء الكرامين و يعطي الكرم لآخرين ) و زاد عليه أن اليهود ( لما سمعوا قالوا حاشا ) أي أنهم عرفوا أنهم هم الذين سيهلكون على يد صاحب الكرم , و لكن الأهم هو أنهم كلهم , و المسيح , يعلمون أن النبي الأخير سيكون من أمة أخرى , و أنها سوف تحتل مكانهم , دينيا و زمنيا و مكانا أيضا , وليس المعنى هلاكهم الجسدي فقط . بل عرفوا أن تلك الأمة الأخيرة ستكون شعب الله المختار . و ذلك إلى يوم القيامة . و لذلك طلبوا أن يقتلوا المسيح من شدة حقدهم و غيظهم من هذا الأمر الذي لا مفر منه, وكانوا يتناسونه بإنكار أن ( إسماعيل ) من الأنبياء , و أن نسله سيكون منه ( حجر الزاوية ) . فجاء المسيح في آخر حياته ليقولها لهم علنا في معبدهم .
ولو كان المقصود غير ذلك لما حقدوا على المسيح كل هذا الحقد .
و لو كان المسيح هو المقصود بحجر الزاوية كقول المسيحيين لعرف اليهود ذلك ولما حنقوا عليه .
= و يوجد أمر آخر : رواية مرقس تقول أن صاحب الكرم كان يرسل كل مرة عبدا واحدا فيضربونه و يعيدونه فارغا . و تكرر هذا أربع مرات . ثم أرسل ابنه .. الخ .
= = و المسيحيون يقولون أن الابن هو ( ابن الله ) . و بهذا لا يستقيم المعنى . إذ يكون المعنى هو أن اليهود عرفوا أن المسيح هو ابن الله فقتلوه عمدا ليرثوا الله أو ليظلوا شعب الله ؟؟؟ فهذا خطأ كبير جدا لأن ( إنجيل متى 27: 62- 63 ) يقول أن بعد قتل المصلوب و دفنه كان اليهود يؤمنون أن المسيح ضال و مضلل .و كان رأيهم فيه أيضا أن به شيطان ( يوحنا 8: 48 ) و أنه مجنون ( مرقس 3: 21 ) .فالمسيح لا يقول هذا الخطأ الفاحش , بل هو من تخريف بولس و أتباعه , ليقولوا أن المصلوب المنتحر هو المسيح ابن الله .
= و سبق أن شرحت نبوءة الحجر الذي رفضه البناءون أنه هو إسماعيل عليه السلام , و قد صار رأس الزاوية بابنه محمد صلى الله عليه و سلم . هذا الحجر الذي رفض اليهود و البولسيون أن يضعوه بين شجرة الأنبياء , فإذا به يصبح حجر الزاوية كما قال النبي صلى الله عليه و سلم في حديثه ( إن مثلي و مثل الأنبياء ...) , و صار حجر صدمة و عثرة لهم جميعا كما قال عنه النبي أشعياء . و كل من سقط على هذا الحجر أصابته الرضوض , و كل من سقط هذا الحجر عليه سحقه كما تنبأ عنه المسيح . فسحق كسرى و قيصر و مملكتيهما بلا رجعة , كما قال عن نفسه ( إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده , وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده ) و هذا من دلائل نبوته – صلى الله عليه و سلم .
= و لهذا تعجب داود , والمسيح , و كل أنبياء اليهود , أن يكون خاتم الأنبياء من أمة غير بني إسرائيل ,و لا يكون إلا من بني إسماعيل لتتحقق وعود الله لإبراهيم . و لكن الأنبياء خضعوا لأمر الله , و بشروا بهذا النبي , إلا اليهود الذين حقدوا و ظنوا أنهم يمكنهم أن يغيروا مقادير الله بقتل كل من يقول هذا , وهذا الفعل جاء صريحا في إنجيل برنابا .
= و أخبرهم المسيح عن الأمة التي ستتسلم الزعامة الدينية , أنها ستعمل أثمار الدين , أثمار صاحب الكرم في حينها .و هي الدعوة و الجهاد في سبيل الله . فيسقط أمامهم كل من لا يؤمن بهذا النبي الخاتم . فسحقوا ممالك اليهود و النصارى و المجوس و الكفار . و أخذ المسلمون بيت المقدس من أيدي المسيحيين إلى الأبد . فهذا جزء من بشارة المسيح أن هذا الحجر يسحق كل من يسقط عليه أي يحاربه .
= و لقد قال المسيح هذا المثل في الأسبوع الأخير من حياته . وكان عند شعب بني إسرائيل ( مثل نبي ) . و هذا خطأ من مؤلف الإنجيل , لأنه مكتوب أن يسوع لما دخل أورشليم قال اليهود ( هذا هو يسوع النبي من ناصرة الجليل ) (متى 21 : 11 )
فهذا من تضاربات إنجيل متى الذي جعله ( رب ) في أول لقاء له باليهود , في ( الموعظة على الجبل ؟)( متى 7: 21 )
= خلاصة البشارة : إن المسيح هو الابن المقتول .فتكون الأمة الموعودة هي أمة النبي الذي يليه , و خاصة أن المسيحيين فرع من اليهود كما أثبتنا كثيرا , لأن المسيح كان يتعبد بعبادة اليهود و لم يؤسس هو أو تلاميذه دينا مستقلا , ولقول بولس في رسالته ( رومية 11 ).و المسيحيون عبدوا المسيح المقتول أو المنتحر , وتركوا عبادة الله – صاحب الكرم - الذي أرسل المسيح , فلم يعطوه أثماره , فلا يكونوا هم الأمة المقصودة بقول المسيح .